https://fremont.hostmaster.org/articles/israels_war_on_journalists/ar.html
Home | Articles | Postings | Weather | Top | Trending | Status
Login
Arabic: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Czech: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Danish: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, German: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, English: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Spanish: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Persian: HTML, MD, PDF, TXT, Finnish: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, French: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Hebrew: HTML, MD, PDF, TXT, Hindi: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Indonesian: HTML, MD, TXT, Icelandic: HTML, MD, MP3, TXT, Italian: HTML, MD, MP3, TXT, Japanese: HTML, MD, MP3, TXT, Dutch: HTML, MD, MP3, TXT, Polish: HTML, MD, MP3, TXT, Portuguese: HTML, MD, MP3, TXT, Russian: HTML, MD, MP3, TXT, Swedish: HTML, MD, MP3, TXT, Thai: HTML, MD, TXT, Turkish: HTML, MD, MP3, TXT, Urdu: HTML, MD, TXT, Chinese: HTML, MD, MP3, TXT,

حرب إسرائيل على الصحفيين

عندما ترتكب جريمة، لا تريد أن تُلتقط صورتك. في غزة، كان الصحفيون آخر الشهود الأحياء على إبادة جماعية — أناس محاصرون في أسوأ الظروف، أُجبروا على توثيق ذبح شعبهم، أصدقائهم، وعائلاتهم.

لم يكن لديهم رفاهية التراجع. الشوارع التي صوّروها كانت شوارعهم. الجنازات التي صوروها كانت لجيرانهم، أصدقائهم، أقاربهم. تناولوا الطعام من نفس الإمدادات الغذائية الناقصة، شربوا من نفس المياه الملوثة، وناموا في نفس الملاجئ المؤقتة.

كل بث، كل صورة، كل منشور على وسائل التواصل الاجتماعي شاركوه كان فعل تحدٍ ضد آلة المحو. واحدًا تلو الآخر، تم اصطيادهم وقتلهم.

هذه ليست ضبابية الحرب. إنها تدمير محسوب لأولئك الذين يجرؤون على كشفها.

الدليل الإحصائي

أنتجت حرب غزة منذ 7 أكتوبر 2023 أعلى معدل وفيات الصحفيين في التاريخ المسجل: 130.81 صحفيًا قُتلوا سنويًا. في الحروب الأخرى، نادرًا ما يتجاوز الرقم أرقامًا مفردة.

الانحراف المعياري لوفيات الصحفيين سنويًا عبر النزاعات العالمية صغير جدًا، لدرجة أن رقم غزة ينتج زي سكور قدره 96.82 — بعيدًا جدًا عن عتبة 3σ المستخدمة في التحليل العلمي لرفض الفرضية الصفرية. بعبارة بسيطة: لا توجد فرصة إحصائية أن يكون هذا عشوائيًا. هذه حالة شاذة، وفي سياق الحظر الكامل على الصحافة الأجنبية في غزة، تشير مباشرة إلى الاستهداف المتعمد.

الحرب المدة (سنوات) الصحفيون الذين قُتلوا الصحفيون الذين قُتلوا/سنة
الحرب الأهلية الصينية 4.34 2 0.46
الحرب الكورية 3.09 5 1.62
حرب فيتنام 19.50 63 3.23
الحرب الجزائرية 7.68 4 0.52
الحرب الأهلية اللبنانية 15.59 16 1.03
الحرب السوفيتية-الأفغانية 9.17 7 0.76
حرب الخليج الأولى 0.58 3 5.17
حروب يوغوسلافيا 10.38 14 1.35
الحرب الشيشانية الأولى 1.73 6 3.47
الحرب الشيشانية الثانية 9.70 6 0.62
حرب العراق 8.84 31 3.51
حرب أفغانستان 19.75 23 1.16
الحرب الكونغولية الثانية 4.96 4 0.81
نزاع دارفور 22.17* 10 0.45
الحرب الأهلية السورية 14.49* 35 2.42
الحرب الأهلية الليبية (2011) 0.69 2 2.90
الحرب الأهلية اليمنية 10.52* 12 1.14
نزاع غزة 1.85 242 130.81

*النزاعات المستمرة حتى 11 أغسطس 2025.

الآثار القانونية

القانون الإنساني الدولي واضح لا لبس فيه. المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول (1977) تحمي الصحفيين كمدنيين، ما لم يشاركوا مباشرة في الأعمال العدائية. المادة 27 من اتفاقية جنيف الرابعة تفرض معاملة إنسانية لجميع المدنيين. المادة 51 من البروتوكول الإضافي الأول تحظر أي هجوم على المدنيين. المادة 8(2)(ب)(1) من نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية تعرف الاستهداف المتعمد للمدنيين كجريمة حرب.

القاعدة 34 من القانون الإنساني العرفي تحظر الهجمات على الصحفيين تمامًا. تُعزز هذه الحمايات بـ المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، اللذين يكفلان الحق في البحث عن المعلومات وتلقيها ومشاركتها.

في غزة، تُمزق هذه القوانين. الحظر الحكومي على الصحافة الأجنبية، إلى جانب القتل المستهدف لكل مراسل محلي بارز تقريبًا، ليس صدفة — إنه استراتيجية قمع.

دراسات الحالة

هذه الأسماء ليست مجرد إدخالات في قائمة الضحايا. إنها حيوات قُطعت في منتصف جملة — أشخاص حملوا كاميرات بدلاً من بنادق، وميكروفونات بدلاً من ذخيرة. تحمل كل واحد منهم العبء المستحيل المتمثل في البقاء على قيد الحياة في إبادة جماعية بينما يوثقونها للعالم. لم يعملوا من أمان مكاتب بعيدة؛ كانت مكاتبهم الشوارع تحت القصف، وممرات المستشفيات المزدحمة بالجرحى، وأنقاض المنازل التي تحولت إلى قبور. لفهم حجم ونية حرب إسرائيل على الصحفيين، يجب أن نبدأ بقصص أولئك الذين تم إسكاتهم — ليس كإحصائيات، بل كبشر.

حسام شباط

كان حسام شباط يبلغ من العمر 23 عامًا، مراسل فلسطيني في شمال غزة لقناة الجزيرة مباشر ومساهم في موقع دروب سايت نيوز الأمريكي. وُلد في بيت حانون، ونشأ تحت الحصار، لكنه كان لا يزال يحمل أحلامًا عادية — التخرج، العمل، العيش يومًا ما دون نقاط تفتيش وقيود.

تحولت هذه الأحلام بعد 7 أكتوبر 2023. لمدة 18 شهرًا، وثّق حسام أهوال الحرب في شمال غزة دقيقة بدقيقة. غطى الغارات الجوية، النزوح الجماعي، الجوع، وتدمير مطعم عائلته. خسر أكثر من ثلاثين قريبًا، لكنه لم يتوقف عن العمل. كان ينام غالبًا في المدارس، على الأرصفة، أو في الخيام. تحمل الجوع لأشهر. تلقى تهديدات بالقتل بانتظام.

في 24 مارس 2025، بعد أيام من انتهاء إسرائيل لهدنة قصيرة، كان حسام يجري مقابلة مع أحد السكان قبل التوجه إلى المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا للبث المباشر. كان يرتدي سترته الصحفية المميزة بوضوح. سيارته، المتوقفة بالقرب، كانت جاهزة للرحلة.

قام مشغل طائرة مسيرة إسرائيلية — من المرجح أنه كان قادرًا على تحديد هويته — بإطلاق صاروخ واحد. أصاب الصاروخ بجوار سيارته، مما أدى إلى مقتله على الفور. كان الصحفي أحمد البرش، على بعد 50 مترًا فقط، على وشك الانضمام إليه. لم يكن الهجوم قصفًا عشوائيًا؛ كان اغتيالًا متعمدًا من آلة تحلق وتراقب.

كانت كلماته الأخيرة، المُعدة في حالة وفاته، تقول:

“إذا كنت تقرأ هذا، فهذا يعني أنني قُتلت—على الأرجح استهدفتني قوات الاحتلال الإسرائيلي. عندما بدأ كل هذا، كنت في الحادية والعشرين من عمري فقط—طالب جامعي يحمل أحلامًا مثل أي شخص آخر. خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية، كرست كل لحظة من حياتي لشعبي. وثقت أهوال شمال غزة دقيقة بدقيقة، مصممًا على إظهار الحقيقة التي حاولوا دفنها للعالم. نمت على الأرصفة، في المدارس، في الخيام—في أي مكان استطعت. كل يوم كان معركة من أجل البقاء. تحملت الجوع لأشهر، لكنني لم أترك جانب شعبي أبدًا.

والله، لقد أديت واجبي كصحفي. خاطرت بكل شيء لنقل الحقيقة، والآن، أنا أخيرًا في راحة—شيء لم أعرفه في الثمانية عشر شهرًا الماضية. فعلت كل هذا لأنني أؤمن بالقضية الفلسطينية. أؤمن أن هذه الأرض لنا، وكان أعلى شرف في حياتي أن أموت وأنا أدافع عنها وأخدم شعبها.

أطلب منكم الآن: لا تتوقفوا عن الحديث عن غزة. لا تدعوا العالم ينظر بعيدًا. استمروا في النضال، استمروا في سرد قصصنا—حتى تتحرر فلسطين.

— للمرة الأخيرة، حسام شباط، من شمال غزة.”

فاطمة حسونة

كانت فاطمة حسونة تبلغ من العمر 25 عامًا، من مواليد مدينة غزة وواحدة من المصورات الصحفيات القلائل المتبقيات في القطاع. خريجة في الوسائط المتعددة من كلية العلوم التطبيقية، كانت لها عين ثاقبة لالتقاط المرونة وسط الدمار.

لم تكن صورها مجرد صور — كانت شظايا من الحياة تحت الحصار. أطفال يطاردون بعضهم البعض في الشوارع المقصوفة. نساء يعجنّ الخبز في قشرة مطبخ مدمر. أب يحمل جسد ابنه الصغير الملفوف بكفن أبيض. ظهرت أعمالها في منافذ دولية وفي الفيلم الوثائقي لعام 2025 ضع روحك في يدك وامشِ، الذي تم اختياره لمهرجان كان.

كانت مخطوبة للزواج وكانت أحيانًا تمزح مع الأصدقاء حول نوع فستان الزفاف الذي قد ترتديه، حتى وهي تحمل كاميرتها إلى مناطق خطرة. في أبريل 2025، أخبرت مخرج الفيلم الوثائقي أنها ستحضر عرض كان — لكنها ستعود إلى غزة، لأن “شعبي بحاجة إلي هنا”.

في 16 أبريل 2025، ضربت صواريخ إسرائيلية شقة عائلتها في الطابق الثاني من مبنى مكون من خمسة طوابق في شمال غزة. قُتلت فاطمة، ستة من أفراد عائلتها، وأختها الحامل على الفور. خلصت منظمة العمارة الجنائية إلى أن الضربة لم تكن ضررًا جانبيًا بل إصابة مباشرة لشقتها. كانت قد كتبت ذات مرة: “إذا مت، أريد موتًا صاخبًا”. لقد حصلت على واحد. على العالم فقط أن يستمع.

أنس الشريف

كان أنس الشريف يبلغ من العمر 28 عامًا، أحد أبرز مراسلي الجزيرة في غزة. من مخيم جباليا للاجئين، عاش حياته كلها تحت الحصار. في ديسمبر 2023، قُتل والده في غارة جوية إسرائيلية. حثه الأصدقاء على إخلاء شمال غزة. رفض. قال: “إذا غادرت، من سيقول القصة؟”

وصلت تقارير أنس إلى مئات الآلاف عبر منصتي X وتيليغرام. صوّر في أعقاب القصف مباشرة، صوته ثابت حتى مع دوي الانفجارات. أبلغ من الأحياء التي عانت من الجوع، المستشفيات المؤقتة، ومواكب الجنازات. أصبح رمزًا لتحدي غزة — وهدفًا واضحًا.

في 10 أغسطس 2025، كان هو وخمسة صحفيين آخرين داخل خيمة بالقرب من مستشفى الشفاء، موقع معروف للصحافة. ضرب صاروخ إسرائيلي مباشرة، مما أسفر عن مقتل الستة جميعًا.

نُشرت رسالته الأخيرة، التي أُعدت في أبريل 2025، بعد وفاته:

“هذه وصيتي ورسالتي الأخيرة. إذا وصلتكم هذه الكلمات، فاعلموا أن إسرائيل نجحت في قتلي وإسكات صوتي. أولاً، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يعلم الله أنني بذلت كل جهدي وكل قوتي لأكون دعمًا وصوتًا لشعبي، منذ أن فتحت عيني على الحياة في أزقة وشوارع مخيم جباليا للاجئين. كان أملي أن يمد الله في عمري لأعود مع عائلتي وأحبائي إلى بلدتنا الأصلية المحتلة عسقلان (المجدل). لكن مشيئة الله جاءت أولاً، وقضاؤه نهائي. عشت الألم بكل تفاصيله، ذقت المعاناة والخسارة مرات عديدة، لكنني لم أتردد قط في نقل الحقيقة كما هي، دون تحريف أو تزييف — ليشهد الله على من سكتوا، من قبلوا بقتلنا، من خنقوا أنفاسنا، ومن لم تتحرك قلوبهم لبقايا أطفالنا ونسائنا المتناثرة، دون أن يفعلوا شيئًا لوقف المذبحة التي واجهها شعبنا لأكثر من عام ونصف.

أستودعكم فلسطين — جوهرة تاج العالم الإسلامي، نبض قلب كل إنسان حر في هذا العالم. أستودعكم شعبها، أطفالها المظلومين والأبرياء الذين لم يكن لديهم وقت ليحلموا أو يعيشوا بأمان وسلام. أجسادهم الطاهرة سُحقت تحت آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، ممزقة ومتناثرة عبر الجدران.

أحثكم ألا تدعوا السلاسل تكتمكم، ولا الحدود تقيدكم. كونوا جسورًا نحو تحرير الأرض وشعبها، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على وطننا المسروق. أستودعكم عائلتي… ابنتي الحبيبة شام… ابني العزيز صلاح… أمي الحبيبة… ورفيقة عمري، زوجتي الحبيبة، أم صلاح (بيان). قفوا بجانبهم، ادعموهم.

إذا مت، أموت صلبًا على مبادئي. أشهد أمام الله أنني راضٍ بقضائه، متيقن من لقائه، ومطمئن أن ما عند الله خير وأبقى. يا الله، تقبلني بين الشهداء… لا تنسوا غزة… ولا تنسوني في دعواتكم الصادقة بالمغفرة والقبول.

— أنس جمال الشريف، 6 أبريل 2025.”

الخاتمة

لم تكن هذه وفيات عشوائية. كانوا بشرًا — أبناء، بنات، آباء، أصدقاء — يعملون تحت الحصار، تحت القصف، تحت المجاعة، ليُظهروا للعالم إبادة جماعية في الوقت الحقيقي. تناولوا نفس الطعام القليل مثل جيرانهم، ناحوا على نفس الموتى، وساروا في نفس الشوارع المتناثرة بالحطام. واستمروا في تشغيل كاميراتهم حتى اللحظة التي أصبحوا فيها موضوع لقطات شخص آخر.

عندما تقتل دولة الصحفيين بهذا الحجم، فإنها لا تُسكت أفرادًا — إنها تغتال الحقيقة. وفيات حسام شباط، فاطمة حسونة، أنس الشريف، ومئات آخرين هي أفعال متعمدة في حملة منسقة لمحو سجل ما يحدث في غزة.

سيذكرهم التاريخ. السؤال الوحيد هو ما إذا كان العالم سيكرمهم بالسعي إلى العدالة، أو سيتركهم للصمت الذي حاول قاتلوهم فرضه.

Impressions: 79